في لحظة صمت عميقة، وربما بعد ألمٍ لا يُروى، يولد الوعي.
ليس وعيًا بالأشياء من حولك، بل وعيًا بك أنت.
وعي يجعلك ترى ذاتك من الخارج، كأنك تنظر في مرآة روحية، وتدرك:
“أنا لستُ فقط ما حدث لي… أنا ما اخترت أن أكون بعده.”الوعي ليس ترفًا فكريًا ولا فلسفة نخبوية، بل يقظة داخلية تُعيد ترتيب علاقتك مع الحياة، مع الناس، ومع نفسك أولًا.
أن تكون واعيًا، يعني أن ترى خلف الضجيج، وتفهم ما بين السطور،
أن تشعر قبل أن تُجرح، وتفكّر قبل أن تغضب، وتختار قبل أن تنجرف.أما التنوير، فهو الوجه الأسمى للوعي.
هو تلك اللحظة النادرة التي تتجاوز فيها حدودك، وتلامس شيئًا فيك… كأنه كان نائمًا لدهر، ثم استيقظ.
لا يأتي التنوير كصوتٍ عالٍ أو وميض خاطف، بل كـ سكينةٍ عميقة، كأن الكون كله هدأ داخلك فجأة.في فلسفة الوعي، لا تبحث عن الإجابات، بل عن الأسئلة الحقيقية.
من أنا؟ لماذا أكرر الألم؟ لماذا أحتاج التصفيق؟
ولماذا أهرب من ذاتي إلى كل شيء… إلا أنا؟الوعي لا يعني أن تصبح “أفضل”، بل أن تكون أكثر صدقًا.
أن تنظر إلى ضعفك وتصافحه، إلى ظلك وتفهمه، إلى أحلامك وتعيد خلقها.
وأن تدرك، في النهاية، أن الطريق إلى التنوير لا يبدأ من العالم،
بل من غرفة داخلك… تنتظر فقط أن تضيء المصباحسؤال ؟
ماذا لو كانت كل لحظة وعي مؤلمة، لكنها الطريق الوحيد لنصبح أحرارًا حقًا؟
اترك تعليقاً